خمسة أسباب للتحول نحو تقنيات السحابة

لاري كوراك، مدير الصناعات وإستراتيجية الحلول لدى شركة "إنفور" Infor

يبدو أن السنوات القليلة القادمة تحمل في طياتها أرباحاً كبيرة للشركات المصنعة، نظراً لفئات المنتجات الصاعدة، ولتنامي تنوع المنتجات الخاصة بالأسواق الاستهلاكية والتجارية، إلى جانب انتشار رقعتها الجغرافية على نطاق واسع. وهو ما يشير إلى أن الشركات بحاجة إلى تخصيص استثمارات رؤوس الأموال اللازمة لتلبية متطلبات الأسواق الجديدة.

هذا، وبإمكان حلول تخطيط موارد المؤسسات ERP القائمة على السحابة المساعدة في تحرير رأس المال، مع توفير المرونة الضرورية لتلبية المتطلبات التشغيلية الصاعدة، وهو ما سيوفر التمويل المثالي لتوسيع المصانع والمنشآت، وتأمين القدرة على الاستجابة بسرعة وسهولة للفرص المتاحة في الأسواق النامية. بالإضافة إلى ذلك، وفي خضم الخطوات المتسارعة لهذا السوق، يتم إنجاز عمليات الدمج والاستحواذ بوتيرة سريعة جداً، وخلا فترات قصيرة نسبياً. ولسوء الحظ، تترافق عملية دمج مؤسستين بعميلة واسعة وشاملة لدمج البرمجيات والتجهيزات والبنى التحتية والعمليات في كلا هاتين المؤسستين. وعليه، تقدم السحابة وسيلة آمنة وفعالة واقتصادية لتجنب الفوضى خلال هذه العملية، كما أنها تخلق مساراً أكثر انسيابيةً لمزامنة جميع هذه العمليات.

وفيما يلي نقدم لكم خمسة أسباب تجعلكم تنتقلون نحو البيئة السحابية بحلول نهاية هذا العام:

خفض التكاليف

تشير العديد من الدراسات إلى أن عملية الانتقال نحو السحابة بإمكانها خفض التكاليف بدرجة كبيرة، فوفقاً لتقارير مؤسسة نيوكلوس ريسيرش للأبحاث، تتطلب عمليات التنفيذ القائمة على السحابة، وبشكل اعتيادي، وجود عدد أقل من مصادر التطوير والاختبار، كما أن شركات تأمين الخدمات السحابية عادةً ما توفر الكثير من عمليات دعم وصيانة التطبيقات. ونتيجةً لذلك، يقل معدل إنفاق المؤسسات التي تقوم بنشر التطبيقات القائمة على السحابة بنسبة 40% على الاستشارات، و25% على موظفي الدعم، مقارنةً بالمؤسسات التي التي تقوم بنشر التطبيقات ضمن بنية المؤسسة الداخلية. كما أن الحلول القائمة على السحابة عادةً ما تكون أكثر اقتصاديةً من الحلول القائمة على البنية الداخلية للمؤسسة. فقد أظهرت نتائج دراسة أجرتها مؤسسة ستراتيجي آند (وهي ذاتها مؤسسة بوز آند كومباني سابقاً) أنه: "بشكل عام، تقل الكلفة الإجمالية لملكية الحل القائم على السحابة بنسبة تصل ما بين 50-60% عن كلفة الحلول التقليدية على مدى 10 سنوات من الاستثمار".

وبفضل تحرير النفقات الرأسمالية، التي لولا ذلك لتم توجيهها نحو تنفيذ وصيانة حل قائم على بنية المؤسسة الداخلية، ستتوفر المزيد من الأموال من اجل دعم مبادرات النمو الخاصة بمؤسستكم.

سرعة تحقيق القيمة

تصبح عمليات النشر سريعة بفضل السحابة، فهناك عدد أقل من العقبات التي من شأنها إبطاء فترة التنفيذ، ولا توجد هناك أي ضرورة لاستثمار رؤوس الأموال في تطوير البنية التحتية الخاصة بمؤسستكم. ويعتبر عامل الاستجابة السريعة أمراً بالغ الأهمية عند حصول الأحداث الطارئة وغير المتوقعة، مثل ظهور منافسة جديدة بإمكانها الاستحواذ على الحصة السوقية بغضون أشهر. من جهة أخرى، لا تتمتع التطبيقات القائمة على البنية الداخلية للمؤسسة بالسرعة الكافية لبناء ونشر وتوسيع نطاق العمليات على غرار ما تقوم به الحلول السحابية، وهو ما يضع الشركة بموقف حرج وسلبي لدى مواجهتها للمنافسة من قبل شركات سريعة النمو.

واستناداً على تقارير مؤسسة ستراتيجي آند نجد أن عمليات التنفيذ القائمة على السحابة بالإمكان نشرها وتشغيلها خلال فترة تتراوح ما بين 4-8 أشهر، وذلك مقابل فترة تتراوح ما بين 12-36 شهراً لنشر وتشغيل الحلول القائمة على البنية الداخلية للمؤسسة، وذلك لأن عملية إطلاق السحابة تحتاج إلى دعم داخلي بدرجة أقل نسبياً، سواءً من حيث تجهيزات البنية التحتية والموارد البشرية، وعادةً ما تواجه المؤسسات فترة توقف بسيطة عن العمل أثناء عملية التنفيذ. وفي ظل عدم جود تجهيزات البنية التحتية التي عادةً ما تحتاجها الحلول القائمة على البنية الداخلية للمؤسسة، لا توجد أي حاجة لاستثمار رؤوس الأموال في شراء تجهيزات تقنية المعلومات الجديدة.

النمو بوتيرة أسرع

نظراً لكون عمليات النشر القائمة على السحابة لا تتطلب تركيب أي تجهيزات جديدة للبنية التحتية، فإنها ستساهم في خفض الكلفة واختصار الزمن المستغرق لتأسيس الأعمال ضمن مواقع جديدة ونائية. وفي حال كان مشروع أعمالكم ناجحاً، فإنه بإمكانكم نشر الحل بسرعة وسهولة من أجل تلبية احتياجاتكم الخاصة بعمليات التوسع. أما في حال واجه مشروعكم الفشل، فإن الحد الأدنى لاستثماراتكم في نشر السحابة ضمن هذا الموقع سيمثل خسارة أقل بكثير مما كنتم ستتكبدونه لو استثمرتم في الحل القائمة على البنية الداخلية للمؤسسة.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر حل تخطيط موارد المؤسسات القائم على السحابة أسهل بكثير فيما يتعلق بعملية التحديث من الحل القائمة على البنية الداخلية للمؤسسة، الذي لا تتوقف فواتيره وتكاليفه بمجرد الانتهاء من بناء وتشغيل مركز البيانات، فهناك عمليات الصيانة المستمرة، وعمليات التحديث، وفواتير استهلاك الكهرباء، وتكاليف التبريد، والاحتياجات الإدارية، وهو ما سيستمر بالتصاعد عاماً بعد عام. كما أن المال الذي سيتم إنفاقه لصيانة مركز البيانات ضمن المؤسسة بالإمكان استثماره من أجل إنتاج المزيد من الحلول الحديثة، ف حال كنت على استعداد لقطع التيار المتدفق لهذه النفقات.

وفي معظم الحالات، ستقوم شركات بيع حلول تخطيط موارد المؤسسات ERP القائمة على السحابة تلقائيا بنشر أية تصحيحات أو تحديثات، وهذا يعني بأن الحل سيصبح على الدوام حديثاً وقادراً على تلبية الاحتياجات الخاصة بأعمالكم وعملياتكم وتنظيماتكم ومتطلباتكم التي تتطور مع مرور الوقت.

تحسين الكفاءة

لا تصبح مسيرة نمو الأعمال مربحة إلا إذا كانت متوازنةً مع ارتفاع معدل عائدات المخزون، وتبسيط العمليات، وتحقيق المكاسب الكافية، والوفورات في غيرها من التكاليف التشغيلية. لذا تعتبر الحلول القائمة على السحابة مثالية من أجل تحسين كفاءة عمليات التصنيع، كونها تستطيع المساعدة في أتمتة العديد من الخطوات التقليدية للعمليات التجارية، وبذلك تحل محل الأنشطة والمهام اليدوية، وتقضي افتراضياً على الحاجة لإدخال البيانات المكررة. فعلى سبيل المثال، بإمكان أتمتة عمليات تطوير وطرح المنتج الجديد NPDI المساعدة في وصول منتجاتكم إلى الأسواق بوتيرة أسرع، كما أنه باستطاعة حل تخطيط موارد المؤسسات القائم على السحابة توفير منصة تشاركية سهلة الاستخدام بين أقسام وإدارات المؤسسة على الصعيد الداخلي، وبين المؤسسة والموردين والموزعين على الصعيد الخارجي. أما على مستوى المؤسسة، بإمكان نظام تخطيط موارد المؤسسات القائم على السحابة أيضاً تأمين قدرات كشف مبكرة، والوصول ضمن الزمن الحقيقي إلى المعلومات التي تدور حول القدرات، والتوافرية، والمؤهلات، ومستوى الترابط بين الموظفين، والتجهيزات، والأدوات، وبيانات المواد. ونتيجةً لذلك، ستتمكنون من الوصول إلى المعلومات التي تحتاجونها لضبط جداول الأعمال، وتجنب أية اضطرابات محتملة.

تحسين الرؤية

بإمكان نظام تخطيط موارد المؤسسات القائم على السحابة توفير رؤية كاملة لكافة عمليات المؤسسة، فعلى سبيل المثال، في ظل وجود إمكانية الوصول إلى المعلومات التي تدور حول موارد المصنع، يصبح بإمكانكم استثمار الموارد المقيدة بطريقة أكثر فعالية، ومعرفة المناطق التي بالإمكان رفع طاقتها الإنتاجية وكفاءتها، وتعزيز إدارة الأصول والمواد بشكل أفضل. كما أن قدرتنا على رؤية ترابط كافة القطع مع بعضها البعض ضمن الزمن الحقيقي ستساعدنا في نهاية المطاف على العمل بكفاءة أكبر، واتخاذ قرارات أفضل وأسرع. ويستطيع حل تخطيط موارد المؤسسات ERP القائم على السحابة أيضاً تأمين وصولكم إلى الأدوات التشاركية القوية، التي تمتد عبر سلسلة المؤسسة والموردين، ما يتيح لكم القدرة على تحديد المشاكل المحتملة بسرعة وبدقة أكبر، وتحليلها بشكل أعمق، واكتشاف دوافعها الحقيقية، وتشخيص الحلول المناسبة لها قبل أن تتمكن من خلق أية أزمة.

وبالتزامن مع التحضيرات التي تتخذونها لاغتنام فرص النمو الجديدة المتاحة، أنتم بحاجة إلى رأس المال للاستثمار، ولبنية تحتية تؤمن الدعم لمؤسساتكم في توجهاتها الجديدة. لذا، فإن حل تخطيط موارد المؤسسات ERP القائم على السحابة سيوفر لكم كل ما تحتاجونه لتحرير رؤوس الأموال، ولتأهيلكم الرد بسرعة على كافة العقبات المفاجئة التي يضعها السوق في طريقكم.

 

يمكنك تصفح موقع موبايلك النسخة الانجليزية الآن

تصفح دليل أدوات الذكاء الاصطناعي :

الذكاء الاصطناعي