الهواتف الذكية في الكويت... سوق المليار دولار

موبايلك  -  تزداد المنافسة شراسة بين شركات الهواتف الكبرى، التي تسعى لبسط سيطرتها من خلال الحصول على أكبر حصة سوقية ممكنة في مختلف الأسواق العالمية.

وتشكّل المنطقة الخليجية واحدة من أبرز ساحات المنافسة المحمومة بين هذه الشركات، في ظل ارتفاع معدلات الدخل الفردي، وارتفاع معدلات الإنفاق خصوصاً على قطاع الهواتف والاتصالات.

وتعد الكويت واحدة من أهم الأسواق بالنسبة لشركات الهواتف العالمية بحسب تصريحات العديد من مسؤوليها، الذين أكدوا أن المستهلكين في السوق المحلي يعدون من الأسرع إقبالاً على شراء الأجهزة فور طرحها.

وتظهر مبيعات متاجر الإلكترونيات العاملة في الكويت أن أسعار الهواتف الذكية تبدأ من 15 ديناراً، وقد تصل إلى أكثر من 380 ديناراً (فور إطلاقها بعضها) على غرار «آيفون 6».

ومن خلال سلسلة اتصالات أجرتها «الراي» مع عدد من مديري مبيعات الهواتف، تبين أن عدد الأجهزة المباعة في الكويت يصل إلى أكثر من مليوني جهاز سنوياً.

ووفق ما أكد هؤلاء، فإن 50 في المئة من الأجهزة المباعة تفوق أسعارها 150 ديناراً، فيما تتراوح أسعار النصف الباقي ما بين 15 و150 ديناراً تقريباً، وبذلك تصل قيمة المبيعات الإجمالية للهواتف في الكويت سنوياً إلى ما يزيد على 280 مليون دينار (أقل من مليار دولار بقليل).

وحفلت الأشهر الـ 12 الأخيرة بإطلاق أكثر من 18 جهازاً حديثاً لعلامات «آبل»، و«سامسونغ» و«إل جي» و«سوني» و«هواوي» و«مايكروسوفت» و«لينوفو» وغيرها من العلامات التي تحرص على دراسة الأسواق، ومتطلبات العملاء وتعمل على تلبيتها بشكل دائم، عبر إطلاق منتجات تناسب مختلف فئات الأعمار، وتلبي القدرة المالية المختلفة بين المستخدمين.

وشهدت السوق المحلية منافسة كبيرة بين العلامات العالمية ووكلائها على طرح أحدث المنتجات في المتاجر الإلكترونية، في وقت تسابق الوكلاء على شراء أجهزة «آيفون 6» فور إطلاقه عالمياً، وتقديمه للعملاء المحليين بأسعار أعلى من المعتمدة عالمياً، إذ تشير التقديرات إلى أن الكويت باعت خلال 3 أيام فقط هواتف «آيفون 6» بقيمة 1.8 مليون دينار أي ما يعادل 6 ملايين دولار، في حين يصل العدد الإجمالي لهواتف «آيفون 6» التي بيعت منذ إطلاقه في سبتمبر الماضي حتى اليوم بحسب بعض المصادر إلى أكثر من 500 ألف جهاز تبدأ قيمة الواحد منها بنحو 190 ديناراً، وتصل إلى 250 ديناراً تقريباً.

في المقابل، تعد شركة «سامسونغ» من أكثر الشركات الإلكترونية التي تطرح هواتف ذكية على مدار العام، إذ أطلقت خلال النصف الأخير من العام 2014 وحتى الآن أكثر من 8 هواتف جديدة تضاف إلى عائلتها الذكية «S» و«نوت»، وأضافت إلى سلسلة إنتاجها عائلتين جديدتين هما «A» عبر إطلاق 3 هواتف «A3» و«A5» و«A7» والعائلة «E»، فضلاً عن الأجهزة الحديثة «S 6» و«نوت 4» و«إيدج»، مع مجموعة من الأجهزة بشريحتين والتي تناسب الفئات متوسطة إلى قليلة الدخل.

ويوضح مصدر في شركة إلكترونيات أن «سامسونغ» تحتل المرتبة الأولى في السوق من حيث المبيعات، مستفيدة من الأسعار الرخيصة للِأجهزة التي تقدمها والتي تبدأ من 16 ديناراً تقريباً، وتصل إلى 306 دنانير للفئة «إيدج» الحديثة في عائلتها، والتي تلقى إقبالاً من قبل مجتمع الأعمال وذوي الدخل المرتفع.

وتكشف المصادر أن مبيعات«سامسونغ» السنوية تصل إلى نحو مليون جهاز، مبينة أنها تأتي في المرتبة الأولى، متفوقة على «آبل».ومن ناحيتها، بدأت «هواوي» تستحوذ على نسبة مهمة من المبيعات في سوق الهواتف الذكية، من خلال الهواتف الحديثة التي أطلقتها من عائلة "HONOR» أواخر العام الماضي، وعائلة»P«»و«P8» الذي أطلقته في الفترة الأخيرة، إذ تتراوح أسعار المنتجات التي تطلقها ما بين 40 ديناراً وتصل إلى نحو 150 ديناراً، لتأتي في المرتبة الثالثة في السوق المحلي بمبيعات تصل إلى 200 ألف جهاز سنوياً.

من ناحيتها، تنشط شركة «أجهزة مايكروسوفت» في الفترة الحالية بعد استحواذها على وحدة الهواتف في شركة (نوكيا)، وتعمل على إطلاق أجهزة ذكية من علامة «لوميا» بأسعار قريبة من متناول الجميع، إذ تشير البيانات إلى أن الشركة طرحت خلال العام الحالي 7 أجهزة ذكية تعمل بشريحة واحدة وشريحتين بأسعار تبدأ من 78 دولاراً وتصل إلى 230 دولاراً، مخصصة بشكل رئيسي للعمال وذوي الدخل المحدود.

بدورها، تحاول «بلاكبيري» العودة إلى السوق والمنافسة من خلال تغيير الاستراتيجية التي كانت تتبعها في الفترة الماضية عبر حصر عمل منتجاتها بمتجرها الخاص، إذ أطلقت هذا العام جهازاً واحداً فقط وتعمل على إطلاق جهازين جديدين حتى نهاية العام تعمل بنظام الآندرويد.

وبرز في الفترة الأخيرة ظهور عدد من علامات الهواتف الذكية منخفضة التكلفة مثل «ألكاتيل» و«فلاي» و«أوبي» و«هايسينس» وهي جميعها علامات صينية، والتي تتميز بسعرها القليل والذي يصل في حده الأقصى إلى 50 ديناراً، والتي تبلغ مبيعاتها الإجمالية نحو 30 ألف جهاز تقريباً.

دور كبير لشركات الاتصالات

تلعب شركات الاتصالات دوراً كبيراً في رفع نسب مبيعات شركات الهواتف العالمية، إذ تقدّم هذه الشركات عروضاً متنوعة وسخية على مدار العام لعملاء الدفع الآجل والدفع المسبق.

وتتيح هذه العروض للعملاء الحصول على دقائق اتصال مجانية، ورسائل قصيرة مجانية، وسعات عالية من الإنترنت، مقابل 10 دنانير شهرياً، ولمدة اشتراك تتراوح بين عام وسنتين. كما توفر هذه الشركات ضمن باقات العروض المطروحة مختلف أنواع الهواتف الذكية الحديثة.

وتعمل الشركات على توقيع عقود مع العلامات العالمية مثل «سامسونغ» و«آبل» وغيرها من مصنعي الهواتف الذكية لتوفير الأجهزة للعملاء في السوق المحلي، الذي يشهد نمواً متواصلاً في عدد العملاء.

 

يمكنك تصفح موقع موبايلك النسخة الانجليزية الآن

تصفح دليل أدوات الذكاء الاصطناعي :

الذكاء الاصطناعي