اخر الأخبار

متوفر باللغة
English


تأثير استخدام الموبايل على الصحة بين الحقيقة والاشاعات

نشر 2010-08-08 - 04:40 بتوقيت جرينتش


تأثير استخدام الموبايل على الصحة بين الحقيقة والاشاعات

 

كثرت في الاونة الاخيرة النقاشات حول موضوع تأثير الموبايل على الصحة, وخاصة مع وجود الكثير من ابراج الشركات المزودة للخدمة في مناطق مختلفة, قسم منها مناطق سكنية مأهولة يخشى سكانها ان يكون لتلك الابراج اي تأثير على صحتهم وصحة ابنائهم. هذه النقاشات والتساؤلات تعتبر مشروعة جدا وعلى الجهات المسئولة الاجابة عليها بشكل علمي نزيه ودقيق يستعرض آخر ما توصلت اليه مراكز الابحاث في هذا المجال لحد الان. هذه التساؤلات ليست فقط حكرا على المجتمع الفلسطيني وانما تشغل بال كل المجتمعات في العالم وبضمنها الدوائر الرسمية وخاصة الصحية وقطاع الاتصالات ومؤسسات المواصفات والمقاييس وغيرها. الموضوع بحد ذاته موضوع شائك وفيه الكثير من الحيثيات والنتائج المتناقضة ويجب ان لا يظن القارىء ان يجد اجابة قطعية فيما اذا كان للموبايل تأثير على الصحة ام لا. هذا السؤال لا يستطيع احد في العالم كله الاجابة عليه لحد الآن. 

هذه المقالة هي محاولة لازالة بعض الغموض الذي يكتنف الموضوع ومحاولة لوضع القضية في سياقها الموضوعي العلمي من دون ادنى تحييز. المقال هو نتاج بحث في نتائج ابحاث تأثير الموبايل على الصحة واستعراض نتائج اهم الابحاث التي نفذت لحد الان, وقد استغرق البحث حوالي شهرين. 

حقائق حول استخدام الموبايل

يعتبر الموبايل بلا منازع من اكثر الاجهزة استخداما في تاريخ البشرية. فقد قدر الاتحاد الدولي للاتصالات عدد مشتركي الموبايل على مستوى العالم بحوالي 4.1 مليار مستخدم في نهاية علم 2008. وهذا يعني نسبة مئوية تقدر ب 65% من سكان الكرة الارضية. ولم يعد استخدام هذا الجهاز حكرا على الطبقات الميسورة بل وصل الى قاعدة الهرم كما يحلو للاقتصاديون ان يسمونه بالاشارة الى الاربعة مليار انسان ممن يعيشون على اقل من 2 دولار في اليوم. واللافت في استخدام الموبايل انه لم يعد فقط جهاز اتصال بل تعداه الى الكثير من المهام والخدمات. فالجهاز يستخدم لارسال الرسائل او ما يعرف ب SMS وتصفح الانترنت وارسال الرسائل الالكترونية, كما يستخدم للالعاب الالكترونية, وهو ايضا غالبا ما يزود بتقنية البلوتوث, وذاكرة كبيرة الحجم لتحميل ملفات الفيديو والصوت, بالاضافة الى امكانية التقاط الصور وتسجيل الفيديو. الكثير من الاجهزة الخلوية ايضا فيها اجهزة تحديد الموقع او تقنية ال GPS, وتحتوى كذلك على جهاز راديو. في الوقت الحاضر اكثر من 30 دولة في العالم بلغت نسبة استخدام الموبايل فيها 100% او اكثر مما يعني جهاز موبايل او اكثر لكل شخص. 

من الجدير بالذكر كذلك ان هذا الانتشار للموبايل قد تحقق في فترة زمنية قياسية لا تتعدى العشرة سنوات وان اغلب المستخدمين خاصة في الدول النامية لا تتعدى فترة استخدامهم للموبايل اكثر من خمس سنوات. ولكن الملاحظ ان شركات الموبايل بدات تستهدف الاطفال من عمر اقل من 12 سنة من خلال التركيز على وسائل التسلية مثل الالعاب الالكترونية والموسيقى. 

تحقق شركات الموبايل اعلى نسبة ارباح ومستوى نمو بين كل القطاعات الاقتصادية وكذلك بين قطاعات الاتصالات والمعلوماتية الاخرى مثل الحواسيب, او البرمجيات وحتى خدمات الانترنت. فقد حققت شركات الموبايل ارباح تقدر ب 163 مليار دولار وبزيادة سنوية مقدارها 8% في عام 2008. اما في الدول العربية فتحقق هذه الشركات ما يقدر ب 22 مليار دولار وهذا المبلغ سيصل الى 40 مليار سنويا بحلول عام 2012. 

الطيف الترددي للامواج الكهرومغناطيسية

الموبايل يعمل على ترددات تصنف على انها امواج راديوية وتردداتها ما بين 300 ميجا هيرتز الى 300 جيجا هيرتز. والترددات التي يعمل عليها الموبايل تتراوح مل بين 900 ميجا هيرتز و 2200 ميجا هيرتز. تعمل الامواج الكهرومغناطيسية التي تسيير بسرعة الضوء على حمل المعلومات سواء كان ذلك صوت او نص او فيديو عبر الفراغ. وهذه المعلومات المحمولة على الامواج لها ايضا ترددات ولكن تردداتها اقل بكثير من الامواج التي تحملها. تتكون الامواج الكهرومغناطيسية من مجالين احدهما كهربائي والاخر مغناطيسي وتتذبذب بالتناوب فيما بينها مما يمكنها من ان تسافر مسافات كبيره وتصل الى الهدف بطاقة كافية. عدد الذبذبات التي تعملها هذه المواج في الثانية هو ما يعرف بتردد الامواج وتقاس بالهيرتز (Hz). الاشعة فوق الحمراء كالتي تستخدم في الرموت كنترول المستخدم لتشغيل التلفزيون عن بعد والضوء المرئي وكذلك الاشعة فوق البنفسجية لها ترددات اعلى بكثير من الامواج الرا ديوية ولكن طاقتها اقل. على الطرف الاخر من الطيف الترددي هنالك الاشعة السينية واشعة جاما التي تحمل طاقة كبيرة وهي تعرف بالاشعة المؤينة. الاشعة المؤينة هي التي تعمل على تأيين الذرات التي تمر من خلالها وهذه الاشعة تعمل على اتلاف الانسجة الحية, اي ان لها آثار مدمرة على جسم الانسان. النوع الثاني من الامواج هو الامواج التي لا تمتلك الطاقة الكافية لتأيين الذرات وهي تشمل الاشعة فوق البنفسجية والضوء المرئي والاشعة تحت الحمراء بالاضافة الى الامواج الراديوية. تعتمد طاقة الاشعة الراديوية بشكل كبير على المسافة بين الجسم والمصدر وبالتالي فان طاقة هذه الاشعه تكون كبيرة عندما يكون الانسان بالقرب من المصدر سواء كان ذلك محطة بث (برج) او حتى الموبايل نفسه. 

 

ما الذي يحدث للانسان عند التعرض للامواج الراديوية 

امواج الراديو بتردداتها المعروفة ومن ضمنها امواج الموبايل تنعكس في غالبيتها عن جسم الانسان او تتجاوزه بما يعرف بظاهرة التشتت ولكن بعض هذه الاشعاعات يتم امتصاصها من قبل الانسجة في جسم الانسان. في داخل انسجة الجسم تعمل هذه الذبذبات على اثارة الجزيئات وخاصة جزيئات الماء فتبدا هذه الجزيئات بالتحرك والتصادم مع بعضها ومع المحيط, مما يؤدي الى زيادة حرارة هذه الانسجة او الجزء الذي تعرض لتلك الاشعاعات منها. وهذا هو مبدأ عمل فرن الميكروويف المستخدم في البيوت لتسخين الاطعمة. فالترددات التي يعمل بها الميكروويف المنزلي تقع في نفس المجال للترددات التي يعمل بها الموبايل وبالتالي فهي لها نفس مبدا العمل طبعا مع الفارق في الطاقة بين الاثنين. ففرن الميكروويف يعمل بطاقة عالية تصل الى ا كيلو واط (1000 واط) اما الموبايل فيعمل على طاقة تتراوح بين 0.6 و 3.0 واط فقط. هذا يعني انه اذا كانت الطاقة امواج الميكروويف عالية فانها تؤدي الى رفع حرارة الجزء المعرض للامواج بصورة كبيرة. 

الامواج التي يمكن ان يتعرض لها الانسان اما ان يكون مصدرها الابراج التابعة لشركة الموبايل او جهاز الموبايل نفسه. تقسم الابراج او الخلايا المكونة لشبكة الاتصال الخلوي الى عدة انواع منها ما يعرف بالخلايا الرئيسية (الماكرو سلز) وهذه تبث بتردد ذا طاقة عالية نسبيا قد يصل الى 100 واط. وهنالك ايضا الخلايا الصغيرة (الميكروسلز) التي تبث بطاقة اقل تصل في بعض الاحيان الى حوالي 40 واط. من الجدير بالملاحظة ايضا ان الابراج الموجودة في المناطق الريفية او خارج المدن تبث بطاقة اعلى من تلك الموجدة داخل المدن والتجمعات السكانية, وذلك لان الكثافة السكانية اقل في تلك المناطق وبالتالي فان طاقة لبث تزداد حتى يمكن تغطية مناطق اوسع. 

تقوم المؤسسة العالمية للحماية من الاشعاعات غير المؤينة (International Commission on Non-Ionizing Radiation Protection) بتحديد مدى طاقة الترددات المسموح باستخدامها للتطبيقات المتختلفة ومن ضمنها شبكات الموبايل. وقد اوصت تلك اللجنة باستخدام طاقة اقل خمسين مرة من الطاقة التي تؤثر على جسم الانسان وتحدث آثار تدميرية فيه. 

هنالك عامل آخر يجب أخذه بعين الاعتبار عند النظر في تأثير الامواج الراديوية على الصحة وهو شدة الذبذبات او عدد الفوتونات التي لها ذلك التردد. وهذا الامر يختلف عن الطاقة التي تمتلكها تلك الفوتونات. طبعا زيادة شدة الامواج الراديوية او زيادة عدد الفوتونات يؤدي الى زيادة امتصاص الانسجة لتلك الفوتونات وبالتالي زيادة تأثيرها على الجسم. هذا المعامل يقاس بوحدة السار (SAR) وهو مقدار ما تمتص كتلة من جسم الانسان من هذه الاشعاعات ويعبر عنه بوحدة واط/كيلوغرام. اثبتت الدراسات ان امتصاص ما مقداره 4 واط/كغم يؤدي الى زيادة درجة حرارة الجسم درجة مؤية واحدة. وبالتالي فان عدد الفوتونات التي يمتصها الجسم من الموبايل او من البرج تعتمد على المدة الزمنية التي يتعرض لها الجسم للاشعاع. ومن هنا فان الاشخاص الذين يستخدمون الموبايل فترة اكبر معرضون اكثر من غيرهم للتأثير الحراري للموبايل حيث يؤدي استخدام الموبايل لاوقات اطول الى زيادة حرارة الجسم وخاصة منطقة الرأس والدماغ. وهنا ايضا تكمن خطورة السكن بجانب الابراج حيث ان عدد الفوتونات او شدة الامواج الراديوية سيكون عالى لدرجة ان امتصاص اجسامنا لها سيبقى مرتفعا طوال الوقت مما يؤدي الى زيادة حرارة الجسم, او زيادة تأثير الموبايل على اولئك الاشخاص. 

هل استخدام الموبايل آمن

بالرغم مما تقدم, ومن حرص المؤسسات والهيئات الدولية على اصدار التعليمات التي تحد من تأثير الموبايل على صحة الانسان, الا ان هنالك مواقف ونتائج متضاربة بشأن الموضوع, ما بين ناف لاي أثر للموبايل على الصحة وبين مؤكد لوجود تأثير له على الصحة. والنتيجة العامة لذلك ان المدة الزمنية التي استعمل بها الموبايل غير كافية لاثبات او نفي تأثير هذه التكنولوجيا على الصحة. الملاحظ في هذه التقارير ان هنالك زيادة ملحوظه بعددها ليس ذلك فحسب بل ايضا بنسبة الابحاث التي تدعي زيادة احتمالية تأثر صحة الانسان بهذه الاشعاعات. 

وفيما يلي استعراض لاهم الابحاث التي تم اجرائها في هذا المجال. 

لقد اثبتت التجارب التي اجريت على الفئران في المختبرات ان هنلك اثر على صحة هذه المخلوقات بدرجات متفاوتة عند تعرضها لاشعاعات مشابه لتلك المستخدمة في انظمة الموبايل. ومن التجارب التي اجريت في هذا المجال ما قام مجموعة من الباحثين في جامعة لند (Lund University) في السويد, حيث عرضوا ادمغة مجموعة من الفئران لنفس الترددات التي تعمل بها الموبايل فوجدو ان ذلك ادى الى تسرب انواع معينة من البروتينات يدعى البومين (Albumin) من خلال غلاف الدماغ الى الدماغ نفسه, هذا النوع من البروتينات ضار ويسبب عدد من العلل في الدماغ. بحث آخر اجري على الفئران في عام 2003 تم خلاله تعريض ادمغة الفئران لساعتين متواصلتين من نفس نوع امواج الموبايل وكانت النتيجة ان اجزاء من انسجة الدماغ واجزاء من الخلايا العصبية قد تم تدميرها. وفي تعليقه على الموضوع افاد البرفسور (Leif Salford) بانه اذا تأكدت النتائج للانسان فان آثارها على صحة الانسان ستكون كبيرة وسيكون الاشخاص الذين يستخدمون الموبايل بكثرة عرضة للاصابة بمرض الزهيمر بشكل مبكر. 

فريق علمي آخر في جامعة اثينا درس تأثير اشعاعات الموبايل على ذبابة الفاكهه لمدة ستة دقائق يوميا لمدة خمسة ايام, فوجدو ان خصوبتها قد تأثرت بشكل ملحوظ. والاعتقاد السائد لدى فريق البحث ان التغيرات التي حصلت على ال DNA هي السبب وراء تلك التغيرات. دراسة اخرى اجريت على ديدان النيماتود اظهرت تغيرات كبيرة على تلك الديدان حيث زادت من انتاجها للبيض وعملت على تغيير انتاجها لبعض الهرمونات وزادت من حجمها بشكل ملحوظ. 

اما بخوص الابحاث التي شملت البشر فمن غير الممكن طبعا اجراء نفس التجارب التي اجريت على الفئران ولكن هنالك عدد من الدراسات ذات الطابع الاحصائي واغلب هذه الدراسات اجريت في الدول الاسكندنافية الموطن الرئيسي للكثير من شركات الموبايل. من التجارب المهمة في هذا المجال ما اجراه البرفسور داريوس ليسنزكي عام 2002 في فلندا وكانت نتيجة البحث ان للموبايل اثر على صحة الانسان وخاصة انسجة وخلايا الدماغ. وقد استمر البحث حوالي سنتين وكان من نتائجه المثيرة انه حتى مستوى متدني من الاشعاعات له ثأثير على خلايا وانسجة الدماغ. 

في عام 1995 نشرت مجلة (Bioelectromagnetics) بحث لمجموعة من البحاثين افادو بان سلاسل ال DNA تتكسر عند تعرضها لساعتين متواصلتين من اشعاعات الموبايل بشكل متواصل وبنفس الطاقة المسوح بها دوليا. ولتأكد من نتائج التجارب تلك شكل الاتحاد الاوروبي فريق بحث مكون من 12 مركز ابحاث تحت اسم (REFLEX) حيث قام الفريق بدراسة مدى تأثير الموبايل على ال DNA في الخلايا فوجد الفريق دلائل قوية على حدوث تشوهات لسلاسل ال DNA عندما تتعرض لاشعاع بشدة من 0.3 ال 2.0 واط/كغم. هنلك ابحاث اخرى اظهرت بعض التأثر من قبل الخلايا وخاصة الكروموسومات فيها ولكن هذه الدلائل ليست بالقوة الكافية. دراسات أخرى اجريت لنفس الموضوع استنتجت انه ليس هنالك اثر يذكر لتأثير الموبايل على الكروموسومات او الجينات من اي نوع واتهمت الدراسات السابقة بافتقارها الى المنهجية العلمية الكافية. 

علاقة الموبايل بامراض السرطان

اشهر الدراسات التي عالجت الموضوع هي دراسة الفريق الدنماركي والتي نشرت في عام 2006, واجريت على عينه مكونة من 420,000 مواطن على مدى عشرين عاما وكانت النتيجة انه ليس هنالك علاقة تذكر بين استخدام الموبايل وامكانية الاصابة بالسرطان. ولكن المركز الالماني للوقاية من الاشعاع اعتبر ان نتائج تلك الدراسة غير دقيقة وغير مقنعة. للتأكد اكثر من النتائج قام الاتحاد الاوروبي بتشكيل فريق عمل مكون من 13 دولة لبحث علاقة الموبايل بامراض السرطان ولكن لحد الان لم تظهر نتائج تلك الدراسة على اعتبار ان هذا النوع من الدراسات يحتاج الى مدة زمنية تمتد الى عشرات السنوات. هنلك دراسة اخرى اجريت في السويد وافادت بانه ليس هنالك علاقة بين استخدام الموبايل وبين زيادة فرص الاصابة بالسرطان. دراسة اخرى اجراها فريق انجليزي استنتجت انه لا علاقة بين استخدام الموبايل وبين فرص الاصابة بالسرطان, ولكن الدراسة افادت بان ذالك لا يعني باي حال عدم زيادة تلك الفرص في المستقبل بعد استخدام طويل للموبايل. وهذه نفس النتيجة تقريبا التي توصل اليها فريق بحث الماني ونشرت في عام 2006. فريق سويدي من جامعة كارولينسكا استنتج ان الاستخدام المكثف للموبايل يؤدي الى زيادة نسبة الاصابة بسرطان الدماغ وان هذا الاثر لم يتم ملاحظته في من استخدم الموبايل لمدد تقل عن 10 سنوات. احدث الدراسات اجرها البرفسور (Dr. Lennart Hardell) وافادت ان استخدام الموبايل يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الدماغ, وان حدوث الاصابة بالسرطان تحدث في الجهة التي عادة ما يستخدم الموبايل بها, وان استخدام الموبايل لمدة ساعة يوميا يزيد من مخاطر الاصابة بسرطان الماغ, وخاصة بعد مدة استخدام تتعدى العشر سنوات. فريق بحث آخر في اليابان والذي عمل ضمن مشروع اطلق عليه (INTERPHONE ) استنتج ان لا علاقة بين استخدام الموبايل وبين زيادة مخاطر الاصابة بالسرطان, ولكن افاد فريق البحث كذلك ان الفترة التي استخدم الموبايل فيها ربما تكون غير كافية لحسم الموضوع. دراسة اخرى مهمة في الموضوع اجراها البرفسور (Lennart Hardell) بان للعمر اثر كبير في زيادة المخاطر من الاصابة بسرطان الدماغ, وان هذه المخاطر تزداد كلما كان عمر الشخص اصغر. وان عنصر المخاطرة يزداد بمقدار 5 اضعاف اذا كان عمر المستخدم اقل من 20 سنة. هنلك ايضا دراسة اجريت من قبل فريق سويدي بقيادة نفس البرفسور (Lennart Hardell) فقد درس عينة مكونة من 1400 شخص ممن تم تشخيص حالاتهم بالاورام السرطانية ما بين عام 1997 وعام 2000, وتتراوح اعمارهم ما بين 20 و 80 عاما فوجد ان نسبة الاصابة في الارياف هي ثمانية اضعاف تلك التي في المدن, وقد تم تفسير ذلك عل اساس ان سكان الارياف يتلقون اشارة اقوى بكثير من سكان المدن بسبب ان قوة البث اعلى في الارياف وان سكان المدن يلتقطون انعكاسات الاشعة عن الابنية والعوائق المختلفة وليس الاشارة القادمة من البرج. وجدت الدراسة ايضا ان نسبة المخاطرة بالاصابة بسرطان الدماغ تزيد بحوالي اربعة اضعاف للاشخاص الذين يستخدمون الموبايل خمس سنوات او اكثر من اؤلئك الذين لا يستخدمونه. هنالك دراسة اخرى اجريت في اوروبا تبين منها ان استخدام الموبايل بواقع 2000 ساعة في عشر سنوات يزيد من احتمالية الاصابة بسرطان الدماغ بمقدار 3.7 مرة بالمقارنة مع الاشخاص غير المستخدمين له. 

من المواضيع الاخرى التي تم دراستها هو تأثير الموبايل على النشاطات الالكترونية (او الكهربائية) او ما يعرف ب (Electroencephalography- (EEG) في الدماغ ومدى تأثيرها على اختلال النوم عند الانسان ونسبة تدفق الدم في الدماغ. افادت اغلب الدراسات التي تناولت هذا الجانب ان الموبايل يؤثر سلبا على صحة الانسان بخصوص الامور التي ذكرت. اغلب الدراسات افادت ان للموبايل اثر كبير على عدم انتظام النوم عند الذين يستخدمون الموبايل بكثرة. في دراسة اجريت بواسطة البرفسور (Darius Leszcynski) لاحظ وجود نشاط متزايد وغير طبيعي لنوع من انواع البروتينات hp27 للاشخاص الذين يستخدمون الموبايل بكثرة. وهذا الامر ان تأكد فقد يكون السبب وراء التوترات التي تصاحب استخدام الموبايل مثل الصداع, والارهاق, والنوم المتقطع وغيرها. وهنالك دراسة اخرى اجريت من قبل فريق سويدي افادت بامكانية اصابة المستخدم بكثرة للجوال بمرض الزهيمر. 

من التجارب الجريئة التي اجريت في فرايبورغ في المانيا وفيها تم ربط عدد من الموبايلات برؤوس عدد من المتطوعين وتم تشغيلها عن بعد ومن ثم تسجيل ضغط الدم لهؤلاء المتطوعين فوجد ان ضغط دمهم يزيد بمقدار 5 الى 10 درجات كل مرة يتم فيها تشغيل الموبايل. 

المخاطر الناتجة من ابراج الجوال

بالنسبة للموبايل تعتبر الاشعاعات الصادرة منه فقط للفترة التي يتم استخدامه فيها اما بالنسبة للابراج فهنالك بث متواصل طوال الوقت بطاقة ربما تصل الى حوالي 100 واط. ولكن يجب ملاحظة ان هذه الابراج بعيده عن جسم الانسان وان طاقة الاشعاعات تضعف بوتيره عالية جدا مع زيادة المسافة عن البرج. عدد كبير من الدراسات وجدت علاقة بين مخاطر الاصابة من هذه الاشعاعات والسكن او العمل بالقرب من تلك الابراج. ففي دراسة اجراها البرفسور سنتاني (Santini et al ) افاد بزيادة مخاطر الاصابة بتأثيرات الموبايل للاشخاص الذين يسكنون على بعد 300 متر من الابراج في المناطق الريفية و 100 متر من الابراج في المدن. من بين الاعراض التي ذكرها السكان عدم الانتظام قي النوم, صداع وضعف الذاكرة بالاضافة الى ضعف عام. نفس النتائج تم تسجيلها في دول مثل اسبانيا بولندا والنمسا ومصر. دراسة اخرى اجريت في سويسرا استنتجت انه لا يوجد اي علاقة بين السكن بالقرب من الابراج وبين تلك الاعراض التي ذكرت. 

اثر الموبايل على الاطفال

ينصح الخبراء والمختصون بان لا يستخدم الموبايل من قبل الاطفال الا في الحالات الاضطرارية ولفترات زمنية قصيرة والسبب يعود الى ان الاطفال كونهم في مراحل النمو فان انظمة الحماية عندهم لم تكتمل بعد وخاصة الدماغ والجمجمة التي تعتبر ارق من جمجمة الكبار وبالتالي فان اختراق الاشعاعات لهم اكثر من الكبار, كما هو موضح فب الصورة المرفقة. 

 

من الجدير بالذكر ان حجم الدماغ يزيد بمقدار 10% وان سماكة الجمجمة عند الصغار تزيد بمقدار 70% عند اكتمالها للنمو, وهذا بفسر زيادة اختراق الاشعاعات لرؤوس الصغار بالمقارنة مع الكبار. اثبتت الابحاث كذلك ان التأثير الحراري للموبايل على الصغار اكثر منه للكبار وذلك لان انسجتهم تحتوي على نسبة اكبر من الايونات وبالتالي فان تفاعلها مع تلك الاشعاعات اكبر كما هو موضح بالصورة المرفقة. 

الخلاصة

الموبايل أصبح ومنذ 10 سنوات خلت احد أهم الادوات التي تتحكم باسلوب ومجريات حياة البشرية. وقد يستغرق وقت طويل لمعرفة أثاره على المستخدمين وخاصة صحتهم. لقد استغرق أكثر من (15-20)سنة قبل البدء بالتعرف على الاثار السلبية للتدخين حيث بذلت الشركات المصنعة للتبغ الملايين من الدولارات للدلالة على ان الدخان امن بل صحي أيضا . من المعروف ألان إن هناك اكثر من 4 مليار شخص يستخدمون الموبايل ولحد ألان لا يستطيع احد آن يجزم أذا كان هذا الجهاز امن 100 % رغم التطمينات التي قد نشرت من قبل عدد من العلماء. الشركات المصنعة للهاتف النقال تستعمل كل ما هو ضروري لإقناع المستخدمين بان الموبايل امن.

لذا من المستحسن عند استخدام الموبايل إتباع الإرشادات التالية للحد من التأثير المباشر للموجات الكهرومغناطيسية المنبثقة من الجهاز :

تجنيب الأطفال استخدام الهاتف الخلوي

المرأة الحامل يجب أن تبتعد عن استخدام الهاتف الخلوي بما فيه من أضرار على سلوكيات المولود بعد الولادة

تقليل من الفترت الزمنية لاستخدام الهاتف النقال

استخدام الهاتف الأرضي عوضا عن النقال

استخدام النقال فقط عندما يكون الاستقبال جيدا

استخدام سماعات خاصة لجعل الهاتف النقال بعيدا عن الدماغ عند الاستعمال


يمكنك تصفح موقع موبايلك النسخة الانجليزية الآن

تصفح دليل أدوات الذكاء الاصطناعي :

الذكاء الاصطناعي



شارك أصدقائك الخبر





   مقالات ذات صله


أبحاث ودراسات

كشفت دراسة جديدة أعدّتها أكسنتشر (المدرجة في بورصة نيويورك تحت رمز ACN) ومايكروسوفت، أن الشركات في منطقة الشرق


أبحاث ودراسات

كشفت دراسة استقصائية صادرة عن شركة "آي دي جي" لأبحاث السوق بالتعاون مع «إف 5»، أن نسبة 94 بالمئة من مزودي خدمات


أبحاث ودراسات

كشفت سيسكو عن الجزء الثاني من دراستها الإستطلاعية "القوى العاملة المستقبلية" والمعنية بمستقبل العمل والقوة

   التعليقات

أخبار أبحاث ودراسات
جديد الأخبار

    أخبار أبحاث ودراسات


عاش كثير من المستخدمين سيناريوهات مخيفة عندما تعطّلت هواتفهم المحمولة أو أجهزتهم اللوحية أثناء السفر، أو نفدت بطاريتها، أو عند فقدوا القدرة على الاتصال. وقد وجدت








    جديد الهواتف


تابعنا من خلال

الموقع متوفر بلغة أخرى
عربي | English



© موقع موبايلك 2024 جميع الحقوق محفوظة
© موقع موبايلك 2024 جميع الحقوق محفوظة
Powered By DevelopWay